الشرق الأوسط

ستبنهر في هذه المنطقة بالروائع والعجائب إذ يلتقي فيها الشرق بالغرب، كما أنها موطن الامبراطوريات القديمة التي شهدت حقبات من الازدهار.
شكّل الشرق الأوسط منذ آلاف السنوات مهداً للحضارة والموطن الذي شُيّدت فيه أولى المدن واكتشفت فيه البشرية فنّ الكتابة وانبثقت منه ثلاثة من أبرز الأديان في العالم.
الواشتهرت هذه المنطقة بمعرفتها الواسعة وطرقاتها التجارية وكنوزها، وحكمت فيها مجموعة من الإمبراطوريات التي تركت بصمة مميّزة على صفحات التاريخ. كما تزخر المنطقة حالياً بالآثار والقطع الأثرية المتواجدة في جميع أنحاء صحارى الشرق الأوسط فتخطف أنفاس كلّ من يزورها. تضمّ مصر والأردن إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة والجديدة في العالم وهي أهرامات الجيزة، ومدينة البتراء النبطية القديمة، فيما يزخر لبنان بالمعابد الفينيقية واليونانية والرومانية المدهشة المتواجدة في مدن مثل صور وبعلبك. أمّا إيران فتشكّل موطناً لآثار العاصمة الملكية للإمبراطورية الفارسية برسبوليس، بينما تنتشر في منطقة الخليج آثار مستوطنات لم تمسّها يد الإنسان وتعود إلى قرون عديدة في عدّة واحات من شبه الجزيرة العربية.
تتمتع ثقافة الشرق الأوسط بتاريخ وإرث عريقين ساهما في تشكيل ملامح أسلوب الحياة الحالي. فما زالت المدن في جميع أنحاء المنطقة تحافظ على جذورها وتعجّ بالأسواق القديمة والبازارات التي تكثر فيها الصفقات، فضلاً عن المقاهي ومتاجر الكباب المكتظة بالزوّار. وعلى الرغم من أنّ هذه المنطقة تحتفي بأمجاد الماضي إلاّ أنها لا تنفكّ تشهد التطوّر والحداثة، إذ ثمّة مدن معاصرة مثل دبي التي تُعتبر رائدة في أحدث التقنيات والبنى التحتية فهي تعجّ بناطحات السحاب والجزر الاصطناعية وغيرها من المشاريع الضخمة التي تزيّن أفق المدينة وتعكس نمط حياة الملايين من الأشخاص. ثمّة مدن أخرى متألّقة في الشرق الأوسط على غرار دبي، إذ تتميّز ببعضٍ من أجمل المناظر الطبيعية حيث تتلاقى الكثبان الرملية المترامية الأطراف مع الشواطئ الرملية النقية والبحار الفيروزية، فيما تعانق الجبال الشاهقة الوديانَ الغنّاء وتنتشر النباتات على طول ضفاف الأنهار التي تشقّ طريقها نحو الشواطئ الزاخرة بأشجار النخيل.